26 - 09 - 2024

عجاجيات | الحوار أثابكم الله

عجاجيات | الحوار أثابكم الله

أدين بالفضل لأساتذتى الأجلاء فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الذين اجتهدوا وبذلوا كل مايستطيعون ليزرعوا فينا ونحن فى مقتبل العمر حب الحوار واحترام كل الآراء سواء اتفقنا معها أو اختلفنا معها.. فالدكتور بطرس غالى - كما قيل لنا - كان يرفض مغادرة المدرج قبل أن توجه له عدة أسئلة ولو كانت تنتقد وتعارض وتختلف مع بعض ما طرحه فى المحاضرة.. والدكتور حامد ربيع كان يدربنا على التفكير النقدي ويوجه انتقادات لاذعة لمن يحاول نفاقه أو تملقه.. والدكتور على الدين هلال كان يركز على ليس بالضرورة أن تقبل كل ما يقوله الآخر، ولكن من المهم أن تحترم الأسباب والدوافع التى جعلته يتبنى رؤية معينة.. والدكتور كمال المنوفى كان يدربنا على عرض وجهة نظرنا والدفاع عنها بطريقة عقلانية ومنطقية وهو يدرس لنا مناهج البحث.

والحقيقة أننى استفدت كثيرا من دراستى فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى حياتى العامة وحياتى الأسرية على وجه الخصوص ، فكثيرا ما أفتح حوارات حرة بلا أية خطوط حمراء مع زوجتى وأولادي ، وأقول لهم كلى آذان صاغية ، ومستعد لمناقشة أية أفكار تطرحونها بعيدا عن ارصدتى فى البنوك ، فهذه مسألة تخصنى وحدي ، وبعيدا عن أي سؤال يتعلق بأوجه إنفاق أموالى.. وبقلب مفتوح أقول لزوجتى أنا مسؤول عن دراسة الأولاد والأحفاد ومسؤول عن اختيار أماكن التصييف ومسؤول عن الموافقة النهائية على اختيارات أولادي للزواج.. وحملت زوجتى وبنفس راضية مسؤولية متابعة وعلاج آثار التضخم الاقتصادى والحرب الروسية الأوكرانية واحتمالات نشوب حرب نووية .. وثقة فى قدراتها كلفتها بمتابعة تطورات الشرق الأوسط  والأوضاع في الأراضى الفلسطينية المحتلة والقدس الشريف وتطورات ملف سد النهضة.

وبحكم دراستى للعلوم السياسية وخبراتى فى الحوار الديمقراطى جدا مع زوجتى العزيزة تمنيت أن أتلقى دعوة من الأكاديمية الوطنية للتدريب ، للمشاركة فى الحوار الذى دعا إليه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى.. وكأب لابنفى مقتبل حياته العملية عليه اجتياز شلالات نياجرا ليكمل نصف دينه ويقترن ببنت الحلال أنتوي أن أركز فى الحوار الوطنى على قضية أسعار العقارات أو الشقق ، بعد أن أصبحنا نري إعلانات يومية تتحدث عن شقق تبدأ أسعارها بمليون ونصف المليون جنيه وأصبحنا نري إعلانات تبشر بفرصة العمر لامتلاك محل مساحته عدة أمتار بمليون جنيه ، وبعد أن وصل سعر المتر إلى ما يزيد عن عشرة آلاف جنيه ، وفى بعض المواقع تخطى سعر المتر الخمسين ألف جنيه.. سأركز فى الحوار على أسباب هذا الارتفاع الجنونى فى أسعار العقارات .. وسر  تضاعف الأسعار فى المناطق الصحراوية البكر ، الأمر الذى انعكس على أسعار العقارات في كل أنحاء مصر.. وسأطرح السؤال خلال الحوار هل الأسعار الباهظة فى المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة والجلالة هدفها قصرها على فئات بعينها من الشعب المصري.. وسأتطرق إلى وقف تصاريح البناء ، وتأثير هذا الوقف على أسعار العقارات.. سأحترم كل الآراء التى أختلف معها والتي أوافق وأتوافق معها.

من كل قلبى سواء تلقيت الدعوة للمشاركة أو لم أتلقاها ، وهذا هو الأرجح ، أتمنى للحوار الوطنى كل النجاح وأن يعبر عن حضارة مصر وسماحتها.. وأتمنى أن يتم الحوار بلا شروط مسبقة وبلا خطوط حمراء ، فكل شيء قابل للنقاش والحوار على خلفية وطنية إذا خلصت النوايا.
-------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
من المشهد الأسبوعي

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الصحبة الصحبة يا رسول الله